الصدّيقة الطاهرة - أمّ المؤمنين عائشة
رضي الله عنها وعن أبيها
( قصيدة )
شعر: م. صالح بن علي العَمْــري
دعْ الأماني.. وجرّد شعرَك الآنا : وقلّد الحرفَ ياقوتا ومرجانا
واستلهمْ الطُهرَ في آفاق عائشة : فَرُب قافيةٍ تعلو بها شأنا
دبّج بأوصافها تاج القصيد ففي : أفعالها قدوةٌ تروي حنايانا
في سمتِها سننُ الهادي، وفي دمِها : نبضُ العقيدة تثبيتا وفرقانا
قد زفّها الله للهادي وطهّرها : فأشرقت للهدى نصّا وعنوانا
أزكى من السُّحب، أبهى من طيوفِ سنا : أندى من الشهدِ إيثارا وإحسانا
أسخى من المُزنِ للمحتاج أعطيةً : كالشمسِ مشرقةً، كالغيثِ هتّانا
أمّاه.. يا أمَّ كل المؤمنين ألا: نَعمتِ آلا وأصحابا وجيرانا
يا زوجَ أطيبَ من زكّى بدعوتهِ : روحا وفكرا، وأوطانا وأزمانا
قد كنتِ في عينه روضا مشعشعةً : تجلو عن النفس أوصابا وأحزانا
و كنتِ في سمعه بشرى مرفرفةً : وكنت في روحه مسكا وريحانا
وكنتِ في أنسه سلوى وعافيةً : وكنتِ في همّه فألا وسلوانا
نشأتِ في دارهِ من سنّ تاسعةٍ: فكنتِ من آلِهِ حُبّا وتحنانا
تستعذبينَ الهدى من نبعِ سيرتِهِ: وهو الذي كانَ فوقَ الأرضِ قرآنا
كنتِ الأبرَّ، فلا واللهِ ما شهدتْ : أدنى إليهِ وأحنى منكِ إنسانا
بالوحيِ زُوّجْتِهِ يا بنتَ صاحبِهِ: فكنتِ قُـرّتَهُ، والحبُّ قد بانا
وفي لحافِكِ جاءَ الوحيُ مُتّسِقَا: وتلكَ تزكيةٌ من عند مولانا
أقمتِ للمصطفى بالحبِّ أروقةً: وكنتِ للدعوة الغرّاءِ شطآنا
وفي أسى موتِهِ قد كنتِ أقربهم : ريقا.. ومثوى.. وأحضانا.. ووجدانا
واختار دارك مشكاةً لمرقدِهِ : إلى مدى حشرِ أولانا وأُخرانا
فالزائرون إلى مغناك قد وفدوا : يابنت أكرمنا بذلا وأتقانا
و كنت للسُّنّة الغراء تاليةً : كمشرق الصبح إيضاحا وتبيانا
يا من رويتِ لآلِ البيتِ فضلهمُ : وفي حديثِ الكِسا بُشرى تَغَشَّانا
فيهم عليٌ وسبطاهُ وفاطمة ٌ: فأنتمُ الآلُ أرحاما وإخوانا
حبٌ.. وصدقٌ.. وأصهارٌ. وتسميةٌ: فخابَ من صاغها حقدا وأضغانا
لاتحسبي إفكهم شرا ومفسدةً: فالله زكّاكِ يا أمّي وزكّانا
أنتِ السَّنا والرِّضا والآي شاهدة: واللهُ في زمرةِ الأفاكِ أفتانا
من دون عرضك يا أمّاه قد بُذلت : أعراض أمتنا ما اللهُ أحيانا
عليك مني سلامٌ طاهرٌ عبقٌ: وطبتِ علما وأخلاقا وإيمانا
شعر: م. صالح بن علي العَمْــري
0 التعليقات:
إرسال تعليق