أي عدسة أختار (2/2)؟
نستكمل اليوم باقي أنواع العدسات المختلفة
عدسات الزوم أو الطول البؤري المتغير:
هي عدسة متغيرة البعد البؤري، وهي كالتي تأتي مع أغلب الكاميرات الجديدة عند شرائها كعدسة أساسية، هي تعتبر أيضا عدة عدسات في عدسة واحدة، حيث توفر مجالا واسعا للبعد البؤري.
تعتبر عدسات الزوم مناسبة للمبتدئين أو لمن لا يرغب في شراء عدسات متعددة، فاقتناء عدسة مثل 18-200 ملليمتر ينوب عن اقتناء عدستين أو ثلاث عدسات عادية، حيث بالامكان الاستفادة من الأبعاد البؤرية المختلفة لهذه العدسة لاستخدامها في أنواع مختلفة من التصوير، فالمدى 18-45 ملليمتر بالامكان استغلاله لالتقاط صور خلالبة للمناظر الطبيعية واعتبارها عدسة ذات زاوية عريضة، و كما يمكن اتخاذها كعدسة تليفوتو لأي بعد يزيد عن 50 ملليمتر و حتى الـ 200 ملليمتر والتي توفر خاصية تقريب للهدف البعيد المراد تصويره.
علما بأن بعض سعر عدسات الزوم قد يكون مرتفعا خصوصا الأنواع التي تأتي بفتحة عدسة ثابتة و تلك التي تكون مزودة بخصاصية تقليل الاهتزاز، تضاهي في بعض الأحيان سعر عدستين أو ثلاث من العدسات ذات الطول البؤري الثابت التي تكافئها مجتمعة.
من العوامل الأخرى التي تؤثر على ثمن عدسات الزوم، حجم فتحة العدسة فتلك التي تأتي بفتحة عدسة ثابتة عادة ما تكون أغلى بكثير من تلك التي تكون بفتحة عدسة متغيرة، خذ على سبيل المثال عدسة (Nikon 18-200mm) من جديد والتي يبلغ ثمنها 1000 دولار تقريبا في حين يبلغ ثمن عدسة (Nikon 70-200mm f/2.8 VR) 2000 دولار مع أن الأولى توفر مجالا بؤريا أوسع من الثانية، ولكن السبب يكمن في أن العدسة الثانية تأتي بفتحة عدسة ثابتة أثناء التقريب وهي 2.8 وهو ما يعني أن أن كمية الضوء الداخلة إلى الكاميرا لا تتغير على مختلف الأبعاد البؤرية، في حين أن العدسة الأولى ذات فتحة عدسة متغيرة وهو يعني أن كمية الضوء تقل كلما قمت بتقريب أكثر وذلك بسبب تغير فتحة العدسة .
شخصيا أمتلك العدستين، إلا أن استخدامي لعدسة (Nikon 18-200mm) أكثر كونها خفيفة وتصلح للرحلات غير التصويرية
عدسات الماكرو:
إذا كنت من محبي تصوير الأشياء الصغيرة كصديقتنا المصورة “ميسون” و التي سبق وأن أجري معها لقاء شيق في المدونة فلا مفر أمامك سوى اقتناء عدسة ماكرو، ، فهذا النوع من العدسات يستخدم لتكبير المواضيع الصغيرة، والتقاط صور مقربة للنباتات والحشرات أو أية أجسام صغيرى أخرى.
عدسة الماكرو تعتبر عدسة ثابتة البعد البؤري و تتوفر بأطوال بؤرية مختلفة أكثرها انتشارا هو 60 ملليمترا و 105 ملليمترات و 200 ملليمتر علما بانه كلما زاد البعد البؤري كلما تمكن المصور من التواجد على مسافة أبعد من الجسم المراد تصويره.
وقد يتبادر إلى ذهن أحدكم سؤال حول الفرق بين هذا النوع من العدسات وعدسات التليفوتو التي تطرقنا إليها في الجزء السابق، والجواب هو أن عدسات الماكرو مصممة لتمكين المصور من التركيز من على مسافات قصيرة جدا وهو ما يصطلح بتسميته بالـ (Focus Distance) وهو ما لا يمكنك فعله باستخدام عدسات التليفوتو العادية، لذلك فهي تستخدم بشكل متخصص للتصوير الفوتوغرافي المقرب.
و بما أن عدسات الماكرو تأتي عادة بفتحات عدسة كبيرة، كما أنها تستطيع أيضا التركيز من على مسافات بعيدة، فتعتبر عدسة الماكرو من أفضل العدسات لتصوير الأشخاص أو (البورتريه) نظرا لقدرتها على إظهار الهدف المراد تصويره بشكل حاد ومعزول تمام عن الخلفية.
نسبة التكبير في عدسات الماكرو العادية يبلغ 1:1 ولكن مع إضافة حلقات التطويل (Extension Tubes) فبالامكان انتاج صور بنسب تكبير أعلى قد تبلغ 5:1.
عدسة عين السمكة (Fisheye):
هي بالأساس عدسة ذات زاوية عريضة إلا أنها مصممة بشكل خاص لكي تعطي مجال رؤية (Angel of view) يصل إلى١٨٠ درجة، وهذا يعني أن تستطيع تسجيل كامل نصف الكرة الذي يقابلها.
ونظرا لزاوية الرؤية الفائقة العرض، فتكون درجة تشوه وانحناء الخطوط المستقيمة عالية جدا باستثناء خطوط المحاور التي تيقى محافظة على استقامتها لذلك مجال استخامها ضيق جدا، على الأغلب في تصور المنشآت الضخمة لأغراض دعائية أو في حال الرغبة بالتقاط صورة
ذات أبعاد كاريكاتيرية.
عدسات الإمالة (Tilt-Shift):
هذا النوع من العدسات باهظ الثمن، نظرا لتركيبة العدسة ومكوناتها التي تختلف غيرها من العدسات، و لكن إذا كنت من هواة التصوير المعماري وبالتحديد المباني العالية، فلامناص من اقتناء هذا النوع من العدسات.
فعند استعمال عدسة معيارية، فعادة ما يتطلب منك إمالة جسم الكاميرا للخلف لاحتواء كامل ارتفاع المبنى ضمن الإطار وهو ما ينتج عنه صورة يبدو فيها المبنى مائلا للخلف، و لكن باستخدام عدسة الإمالة بالامكان تفادي هذه النقطة عبر إبقاء الكاميرا مستقيمة ومتوازية مع المبنى، واستعمال عناصر العدسة الأمامية المتحركة عوضا عن ذلك لاحتواء المبنى بأكمله ضمن الإطار وهو ما سوف ينتج صورة عمودية للمبنى بخطوط متوازية.
هذا النوع من العدسات بات أيضا يستخدم من قبل مصوري البورتريهات لإنتاج صور مبتكرة وذلك عبر السيطرة على مستوى الحدة و العزل في أجزاء مختلفة من الصورة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق